العقل الناقل والعقل الناقد

العقل الناقل والعقل الناقد.

حسين فيلالي
ولعل السؤال الذي يطرح، هل يمكن أن يتم النقل بغير العقل؟
والجواب:لا يمكن أن يتم النقل خارج العقل.فالعقل الناقل يؤدي وظيفة أساسية واحدة،ولا يتجاوزها وهي تقييد المعلومات ،وعقلها، وهذا هو أحد معاني العقل. هذه الوظيفة ضرورية في مرحلة من مراحل تكوين العقل الناقد، ولعل العرب القدماء تفطنوا إلى هذه الوظيفة التكوينية حين كانوا يعدون مشاريع الشعراء.فالشاعر ملزم في المرحلة الأولى بحفظ- والحفظ عقل للمعلومات - عدد من القصائد الشعرية وتقييدها في الذاكرة حتى لا تشرد.وتأتي المرحلة الثانية وهي إطلاق النصوص من عقال الذاكرة وهو ما كان يسميه النقاد القدماء بنسيان المحفوظ(المعقول).ومن سمات العقل الناقد:التدبر والتفكير التأمل،وهي  الصفات التي حددها مانح هذا العقل وهو الله سبحانه وتعالى:
( التدبر- التفكير- النظر بمعنى التساؤل- الاستدلال). هذه الأفعال هي التي تغربل المنقول وترتقي بالعقل من مرحلة العقل الناقل إلى مرحلة العقل الناقد.ولعل هذا ما حذا بصاحب العقد الفريد إلى قول: (قليل من العلم يستعمله العقل خير من كثير يحفظه القلب.)
فالعلم بعد الحفظ لا بد أن يستعمل.
و يتأسف المرء حين يجد التعليم عندنا -في أغلب الأحيان- لا يخرج عن المرحلة الأولى(العقل الناقل) وذلك بدء  من المرحلة الابتدائية إلى المتوسط،إلى الثانوية،إلى الجامعة ومن يتابع الدراسات الأكاديمية التي تنشر لا  يحتاج إلى جهد كبير لإيجاد الدليل.
والخلاصة هي أن العقل الناقد يتجاوز نقل النص إلى:استعماله، وتشريحه بالنقد وطرح أسئلة زمانه.

21نوفمبر 2014